كان النبي صلى الله عليه وسلم نورا ؛ كيف و لماذا؟
خلق الله تعالى نور محمد ص من نوره في الكون الفارغ أي قبل ابتداع السماء والأرض والبحار والملئكة وغيرها.
وقالها النبي ص: "كنت نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألفي عام يسبح ذلك النور وتسبح الملائكة بتسبيحه". أي خلق الله نور محمد ص قبل أن يخلق آدم بآلاف عام ، لا يزال سرّ عن الزمان الذي عاش الله سبحانه وتعالى و نور محمد ص فقط.
أعدّ الله تعالى الأرض قبل أن ينزل نور محمد ص من عالم الأنوار إلى العالم المادي. الأنبياء من آدم ع إلى عيسى ع قضوا زمان دعوتهم لترحيب بعثة النبي محمد ص. بنى إبراهيم ع وابنه إسماعيل ع الكعبة في مكة ثم جعلاه أرضا قاحلة إلى أرض مثمرة بماء زمزم. وتم تجديد الكعبة و بئر زمزم واشتهر أرض مكة بأبرهة الحبشي وأرسل الله تعالى حبيبه الذي خلق بنوره إلى الأرض رحمة للعالمين و راحة للمؤمنين بأوين آمنة و عبد الله، هما عاشا في العصر الجاهلي ولكن لم يجمع فيهما خُلق الجاهلية. لمّا بعث الله رسوله الكامل لنشر توحيده أعطى الله تحذيرا شديدا لأهل الكتاب قال تعالى" يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب و يعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين". هنا معنى أهل الكتاب هم الذين آمنوا بالتوراة والإنجيل ولكن استخفوا حقيقتهما و خدعوا الناس بلباس الكهنوت.
أخيرا يقول الله تعالى "قد جاءكم من الله نور " وأيضا يصف القرآن النبي ص بسراج منير أي معتق من الظلام و سراج الذي قاد من الجاهلية إلى الثقافة و فسرها الإمام الرازي أن المراد بالنور محمدٌ ص. والمفهوم أعلن الله بهذه الآيات أن النبي ص نورٌ أي خُلق واحد من نور الله تعالى هو محمد ص و غير مخلوقاته إما اللوح والقلم وإما ملائكة و إنسان و إما الأرض والسماوات كلها من نور محمد الذي أقبل نور الله تعالى ولذلك كل شيء ينسب إلى النبي ص مبارك. وهذا سبب تعظيم يوم ميلاد النبي ص من ليلة القدر و يوم الجمعة. فسر بعض المفسرين بالنور الإيمان و العلم و لكن حقيقة، كان النبي ص نورا( النور لفظ مطلق فقط). يظل للجسد الذي يمنع النور ولكن لا يظل لشيء الذي يقبل النور بذلك لن يظل لمحمد ص الذي نور على نور . بذلك ورد الشيخ زين الدين المخدوم في المنقوص بيتا
إن بيتا أنت ساكنه
ليس محتاجا إلى السرج .
قول عائشة " دخل رسول الله ص فتبينت الإبرة بشعاع نور وجهه" ليس ببلاغي.
قد ورد زين الدين المخدوم في المنقوص حديثا الذي أخرجه أبوبكر الآجوري (توفي سنة٣٦٠ه) عن ابن عباس ، كما قال النبي ص : أن قريشا كنت نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألفي عام يسبح ذلك النور... فقال رسول الله ص : فأهبطني الله في صلب آدم.. ثم لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الكريمة والأرحام الطاهرة ، حتى أخرجني من بين أبوي ولم يلتقيا على سفاح قط. رأت آمنة و خادماتها نور محمد ص عند ولادته ، الأحاديث دلائل لهذا و قد أخرج الإمام البيهقي في دلائل النبوة والطبراني وأبو النعيم وابن عساكر عن عثمان بن أبي العاص قال حدثني أمي أنها شهدت ولادة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ولدته قالت فما شيء أنظر إليه في البيت إلا نور وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى أني لأقول ليقعن علي فلما وضعت خرج منها نور أضاء له البيت والدار حتى جعلت لا أرى إلا نورا.
كان بعض القسيسين من أهل الكتاب يعرفون عن بعثة محمد ص ، لما ولد ص أخبر رجل من اليهودي القريش الذين يجمعون حول الكعبة بعلمه بالكتاب الذي يؤمن به.
كان رسول الله ص يدعو : "اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، ومن أمامي نوراً، ومن خلفي نوراً، واجعل لي في نفسي نوراً، وأعظم لي نوراً" يقول الإمام ابن حجر الهيثمي في كتابه 'المنح المكية في شرح همزية البوصيري': وكان صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء بأن الله تعالى يجعل كلا من حواسه و أعضائه و بدنه نورا،إظهارا لوقوع ذلك . و لينتشر نوره في العصر الراهن بالأولياء والمشائخ ، وقد مضى الأولياء الذين يرثون نور محمد ص و يبصرون من الأمام والوراء ويبقون الآن ويستمر هذا العمل إلى يوم القيامة. و يخاطب الله تعالى 'بيا أهل الكتاب' ليبين الحق و يحذر الكهنوت الذين يكتمون الحقيقة ويقاومون على أولياء الله تعالى. وتصور و تظهر القوة التي تبلغ الحق والحقيقة عن رسول الله ص و المشائخ الذين رسل رسول الله ص. العالم كلها مشهودون لتبيين الحق المين. اللهم استقمنا على مدد محمدص. آمين
ليست هناك تعليقات